الأربعاء، 30 يناير 2008

عجوز 357

شدتني تلك المرأه منذ و إن كنت واقفه في إنتظار هذه الحالفله الذي علمت إنها تجمع الأحباء وفي تلك اللحظه أتت السيده العجوز المتصابيه ترتدي زيها الأسود بنطال أسود وجاكيت فرو أسود وتحدد حاجبيها بالكحل الأسود جلست في الكرسي المفضل لي كنت من الوهله الأولي أعرف إنها سوف تجلس علي هذا الكرسي فشعرت لوهله إني أكن لها شعور سئ ثم صعدت وجلست في المقعد الثاني في الناحيه المجاورة لها وإذا بي أراها تلتفت لجميع الركاب وفجأة رأيتها تنظر إلي ثم نادت بصوتها العزب كي أجلس بجوارها وقد حدث أخذت أغراضي كي أجلس بجوارها فرأت دفتري الخاص بالمحاضرات
وقالت : هل أنتي طالبه ؟
قلت : نعم
قالت : أي صف
قلت : الثاني بكلية التجارة (ولم أحدد أي جامعه) ـ
فقالت : جامعة عين شمس
قلت : بلا ، جامعة القاهرة
قالت : جيد أدعوا الله أن يوفقك
وفجاة عرفت سبب منادتها لي وهو كالتالي
قالت : أن الجو بارد وفي نفس الوقت أرتدي "بلوفرين + بنطالين" ـ
وهذا البلطو الرائع الذي تفوح منه رائحه عطرة جداً لا تجدها أيها الرجل في أي فتاه تهتم أيضاً بنفسها في مثل سني رأيتها الجمال رأيتها الأناقه رأيتها العطوف وبينما نحن في إنتظار السائق حان موعد أذان العشاء ظلت تدعو لإبنها أن يخرج من المشفي ويتم علاجه علي خير وتدعوا للعاطلين عن العمل وتدعوا لأمة المسلمين ووجدت نفسي أقول لها إدعي لي كي أنجح هذا العام فدعت لي
وقالت : يارب يوفقك وينجحك يارب العالمين وأخرجت من شنطتها الأنيق جهاز راديو صغير وأدارت المحول علي إذاعه الأغاني وتركت ذهنها للذكريات ومن حين لأخر تدعوا لإبنها كثيراً وكنت أنا واضعه سماعه النقال بأذني
فسألتني : أهذا شاحن أم سماعه
قلت : سماعه فصمتت ( وفي بالي كيف لها أن تفكر أنه شاحن )ـ
وبعد عدة مواقف مرحه جداً لها كانت تدور بينها وبين السائق وعلي ما يبدو أنها تركب كثيراً معه قال لها : غيري هذه الإذاعه
قالت بنبرة صارمة : لا يوجد غير وكأنه أخرجها من ذكرياتها وكانت لا تتحدث لي كثيراً إلا بين اللحظه والأخري
قالت : معكي أصدقائك
قلت : بلا والدتي وأختي
قالت : واين كنتم ؟
قلت : عند خالتي
كنت علي مقربة من نزولي وتمنيت لو أقوم بتقبيل يدها البارده وتمنيت لو آخذ رقم هاتفها كي أطمئن عليها ولكن حان وقت الرحيل
وأردت أن أقول لها أيتها الفتاه الجميله التي جعلت قلبي يخفق من روحك لا تحزني لأن الدنيا أخذت منكي جمالك نعم هي أخذت منكي كل شئ ولكن لم تقدر علي أخذ روحك العالية أيتها العجوز المتصابيه
إن قلبي خفق لكي
أعلم أنني في يوم من الأيام سوف أكون مثلك ولكن لا أعلم هل ستكون روحي عاليه أم لا ؟!ـ
وأنت يا رقم الحـــظ 357 لي لقاء أخر معك

ليست هناك تعليقات: